العوامل التي تؤثر في تصميم الحديقة

gardens design factors

العوامل التي تؤثر في تصميم الحديقة

هناك بعض العوامل التى تؤثر فى تصيم الحديقة يجب مراعتها عند عمل التصميم ومنها طراز المبانى فى الحديقة والعادات والتقاليد والحالة الاجتماعية والغرض من انشاء الحديقة والمناظر الطبيعية حول الحديقة وتكاليف الانشاء ومصاريف الصيانه والظروف البيئية لمكان الحديقة.

من اهم العوامل التى تؤثر فى تصميم الحديقة و التى يجب ان ياخذها المصمم فى الاعتبار

طراز المبانى

يحتم الارتباط و التناسب و الوحدة فى الصورة الكاملة ان يتفق طراز الحديقة مع طراز المبانى و يكون متمما له , فمثلا الحدائق التى تصمم فى الاقصر يجب ان تكون على الطراز المصرى القديم المتناظر نظرا للجو الفرعونى السائد فى المنطقة- و فى المناطق القريبة من الاثار الاسلامية يجب ان يكون طراز الحديقة اندلسيا .. و هكذا , و من المهم ايضا ان تتناسب مساحة الحديقة مع حجم المبنى
 (مدرسة – مستشفى – مصلحة حكومية ..الخ ).

العادات والتقاليد

مما لا شك فيه ان المدنية الحديثة و اثرها على طريقة الانسان فى معيشته لعبت دورا هاما فى تطوير فن تنسيق الحدائق فجعلته يتميز بالبساطة و الانتفاع و توفير الراحة و الرفاهية الا ان بعض التقاليد الموروثة لدى بعض الشعوب جعلت الحدائق تتميز ببعض الخصائص الملائمة لتلك الموروثات.

فمثلا تتميز الحدائق اليابانية المنزلية بوجود ركن الشاى ( او حديقة الشاى ) التى كانت و لا زالت تقليد يعتز به اليابانيون و شعار لقوميتهم – و الشعوب الشرقية لازالوا يفضلون الحدائق المقفلة المسورة و التى تعزل فيها اماكن الجلوس عزلا تاما عن الانظار لذلك تميزت حدائقهم بعمل الاسوار النباتية العالية الكثيفة من السرو و الكافور و الكازوينا.

الحالة الاجتماعية

إن فن تنسيق الحدائق يتطور بتطور الحالة الاجتماعية للشعوب و يرتقى هذا الفن بتقدم الحضارة و ارتفاع مستوى المعيشة و قدرة الفرد على الرعاية بحديقته , كما يتاثر التصميم بعدد افراد العائلة و اعمارهم و ميولهم و هواياتهم.

اما الحدائق العامة فيراعى عند تصميمها المستوى الاجتماعى للحي , ففى الاحياء الراقية و التجارية يكثر استعمال احواض الزهور، بينما تقلل هذه الاحواض فى الاحياء الشعبية لعبث سكانها بها , فتستبدل زراعة احواض الزهور بزراعة المسطحات الخضراء وزراعة الاشجار و الشجيرات المزهرة و القابلة للقص و التشكيل.

المناظر المحيطة بالحديقة

ان كانت جميلة و مرغوب فيها , يفضل ربطها بالتنسيق للاستمتاع بها , و ان كانت غيرمرغوبة فيفضل حجبها، وإن كانت الحديقة قرب شارع او مكان عام كثير الضوضاء فإن هذه الجهة تعزل بزراعة ساتر كثيف من الاشجار و الشجيرات.

الغرض من انشاء الحديقة

يؤثر الغرض من انشاء الحديقة فى تصميمها , ففى الحدائق العامة و حدائق المرافق يراعى توفير اماكن مظللة للجلوس فى اطراف الحديقة و على جوانب الطرق و المشايات مع زيادة مساحة المسطحات الخضراء وزراعة الاشجار و الشجيرات عليها فردية او فى مجموعات.

وفى حدائق المستشفيات يراعى توفير الشعور بالهدوء و توفيراماكن مظللة للجلوس مع عدم زراعة اشجار عالية تمنع دخول الشمس من النوافذ . اما فى الحدائق الخاصة فتراعى رغبات المالك و اهل بيته , خاصة فيما يتعلق باماكن الجلوس و عزل الحديقة عن الجيران و الوقت من السنة الذى سيقيم فيه اصحاب الحديقة بالمنزل و هل هو شتاء او صيفا او لطول العام.

تكاليف الانشاء و مصاريف الصيانة

يجب قبل البدء فى التصميم معرفة الميزانية المخصصة للحديقة حتى لا تصمم ثم لا يكفى المال المخصص لتنفيذها بشكل مرضى، كما يجب الالمام ببرنامج الصيانة المطلوب للحديقة، اذ ان الحديقة تحتاج الى ( 2-3) سنوات من العناية لتربية نباتاتها حتى تأخذ الشكل النهائي لها و حتى بعد اكتمال نمو النباتات يتوقف جمال الحديقة على مدي صيانتها و العناية بها و على قدرة المالك على الانفاق عليها و الاستعداد لذلك و كذلك مدى عناية افراد الاسرة بالحديقة كهواية او تخصيص عامل فنى متفرغ او مؤقت ( يمر على الحديقة كل فترة ليقوم باعمال الصيانة المطلوبة ).

كل ذلك يجب ان يؤخذ فى الاعتبار قبل التصميم فاذا كانت الظروف لا تسمح بالانفاق على برنامج صيانة متكامل يجب على المصمم عندئذ تقليل اعمال الصيانة المطلوبة للحديقة قدر المستطاع و ذلك بإختيار نباتات لا تحتاج الى القص الكثير.

 تجنب عمل زخارف هندسية , تقليل احواض الزهور الحولية و يستعاض عنها بالاعشاب المزهرة المستديمة و الاشجار و الشجيرات المزهرة , و إختيار الاسيجة بطيئة النمو التى لا تحتاج الى القص على فترات متقاربة و زيادة مساحة المسطحات الخضراء لاحتياجها الى عناية اقل – كما يمكن زيادة المنشآت بالحديقة، فترصف الطرق و تبنى البرجولات و المقاعد و التماثيل و المزاول و غيرها، وتحدد المسطحات ببردورات لتقوم مقام عملية الحدية.

الظروف البيئية لمكان الحديقة

يجب عند الشروع فى التصميم تحديد الجهات الاصلية للمكان , و اتجاه و شدة هبوب الرياح , و درجة الحرارة و الرطوبة و الضوء كما يجب معرفة نوع التربة و تحديد صلاحيتها للزراعة و درجة استوائها.

و كما تؤثر العوامل السابقة على تصميم الحديقة , فانها تلعب دورا هاما فى تحديد النباتات التى ستزرع طبقا لظروف المكان، وبالطبع فان اختيار النباتات المناسبة اساس هام لنجاح و نضارة و جمال الحديقة فى المستقبل.