العناصر البنائية الإنشائية التجميلية اللازمة لإنشاء وتنسيق الحدائق

العناصر البنائية الإنشائية التجميلية اللازمة لإنشاء وتنسيق الحدائق

العناصر البنائية الإنشائية التجميلية اللازمة لإنشاء وتنسيق الحدائق

ليست النباتات هي العنصر الوحيد المستخدم في إنشاء وتنسيق الحدائق بل إنه يلزم استخدام عناصر بنائية وتجميلية أخرى كالطرق والمشايات والبرجولات والمقاعد والفساقي والمزاول وغيرها لتكتمل الصورة وليجد رواد الحديقة كافة وسائل الراحة والمتعة والانتفاع.

وعليه تقسم العناصر المختلفة اللازمة لإنشاء الحدائق إلى مجموعتين:

الأولى: وتضم العناصر النبائية الإنشائية التجميلية.

الثانية: وتضم النباتات بمختلف أنواعها وأشكالها وأحجامها والوانها كأهم عنصر في عملية التنسيق.

أولاً : العناصر النبائية الإنشائية التجميلية

1-الطرق و المشايات

تلعب الطرق و المشايات دورا هاما فى تنسيق الحدائق فهى السبيل الوحيد للوصول المباشر الى المنزل والربط بينه و بين الحديقة و كذا الربط بين كلا من اجزاء الحديقة الاخري لذا يجب ان تكون بسيطة نظيفة مباشرة و مستديمة و تجمع بين الجمال و الراحة و مناسبتها للاستعمال.

مشاية حديقة

وتتميز الطرق و المشايات فى الحدائق المنزلية المتناظرة بخطوطها المستقيمة عادة و اتصالها مع بعضها بزوايا قائمة بينما فى التتنسيق الطبيعى الغير متناظر تكون الطرق المنحنية بشكل طبيعى و مقبول , اما فى الاراضى المنحدرة فتنشأ الطرق فى اتجاه الانحدار للتقليل من درجة ظهور الانحدار و التقليل من تكاليف انشائها ايضاً.

ويصمم الطريق الرئيسى ليكون مباشرا و فى اقصى مسافة تسهل الوصول السريع الى مدخل المنزل كما يجب ان تكون المشايات مباشرة حتى يسهل استعمالها و الوصول من خلالها الى جنبات الحديقة بسرعة، وعندما يكون باب الحديقة ليس فى مواجهة باب المنزل مباشرة فإنه ينشأ طريق عمودى على الطريق الرئيسى ليسهل الوصول الى باب المنزل و عند اعتراض شجرة كبيرة او مسطح مثلا للطرق الرئيسية تقطع استقامتها , فلا مانع عندئذ من عمل الطريق منحنيا من اوله لآخره او ينحنى فى المكان الضرورى فقط، وقد يلجأ الى عمل طريق فرعى غير مباشر نتفادى من خلاله عنصر الاعتراض.

تصمم الطرق الرئيسية اكثر اتساعا من الطرق الفرعية و المشايات , و عادة عرض الطريق الرئيسى متناسباً مع طوله ومع المساحة الكلية للحديقة و مع حجم عناصر التنسيق الاخرى بالحديقة – لكنه بصفة عامة لا يجب ان يقل باى حال عن 120 سم و ذلك ليسمح لشخصين بالمرور فى وقت واحد ( فى اتجاه واحد أو إتجاهين متقابلين )، و قد يصل الطريق الى 3-4 م فى الحدائق الكبيرة او عند استعماله لمرور السيارات.

أنواع الطرق و المشايات و تجهيزها إنشائياً

يتوقف اختيار المادة المستخدمة ف رصف الطرق و المشايات بالحدائق على نوع الحديقة و رغبة المالك وتكاليف اللانشاء ومصاريف الصيانة مع الاخذ فى الاعتبار أن الغرض الاساسي للطرق والمشايات هو السير عليها وليس للتجميل فقط، كما أنها من العناصر المستديمة للحديقة لذلك يجب أن تنشأ من مواد صلبة قوية طويلة العمر تتحمل السير عليها بجانب رخص ثمنها.

وطبقا لنوع المادة المستخدمة و تقسم الطرق و المشايات الى انواع عديدة:

1. طرق ومشايات الرمل والزلط:

تسوي الطرق و المشايات جيدا و تفرش الطبقة السطحية منها لعمق 10-20سم بالرمل وتدك جيدا مع التسوية .إذا كانت الارض غير صلبة فيفضل عندئذ وضع طبقة من الاحجار المكسورة ( الدبش) بسمك 10 سم ثم توضع فوقها الطبقة السطحية من الرمل.

قد يبدو لون الرمل الاصفر او الاحمر مقيولا في الحديقة و لكنه قد يتناثر علي السطح الاخضر ويتكشف ويلتصق بالأحذية لذا يستعاض عنة بطبقة من الزلط الصغير و الذي يبقي مستقراً لمدة اطول من الرمل كما يمكن غسله وتنظيفه بسهولة ولكن قد لايكون السير عليه مريحاً، قد يكو ن الرمل و الزلط من ارخص الماد المسعملة في انشاء الطرق و المشايات ولكنها اكثرها مصاريف للصيانة.

2. المشايات الخضراء:

جمالها لا يضارع خاصة اذا حفتها احواض الزهور علي كلا جانبيها لكنها تحتاج الي مجهود كبير في صيانتها و حفظها في حالة جيدة يتم انشائها بكشط طبقة من التربة لعمق 15-20 سم و توضع بدلا منها طبقة من مخلوط الطمي و السماد البلدي القديم المتحلل ثم تزرع نباتات تتحمل السير اوراقها خشنة وذات مجموع جذريي قوي.
لا ينصح بإنشاء المشايات الخضراء علي هيئة شريط متصل اذا كان السير عليها كثيراً وعندئذ يفضل وضع الحجارة او بلاطات (ابعادها 25×25 او 30×30 سم ) علي ابعاد 30-40 سم لتسهيل السير عليها واطالة عمرها . وقد ترص الحجارة او البلاطات قريبة جداً من بعضها وتترك مسافات فيما بينها (5-7سم ) لتزرع بنباتات الحشائش وعادة يكون سطح الاحجار او البلاطات اعلي قليلاً من مستوي المسطح الاخضر حتي لا تغطي بالماء عند الري . يكثر استخدامها في الحدائق الصغيرة بأشكال هندسية او غير هندسية قد تستعمل قطع خشبية صلبة بدلاً من الحجارة و البلاط شريطة ألا يقل قطرها عن 30 سم وسمكها عن 10-15سم.

3. مشايات الحجارة والبلاط:

يمكن استخدام الحجارة وحدها او البلاط وحدة في عمل الطرق والمشايات وعندئذ يعمل لها دكة صلبة من كسر الحجارة ( الدبش) سمكها 10-15 سم وتكبس جيدا (قد ينشأ بدلاً من ذلك خرسانة سمكها 7-10 سم ) تثبت قطع الحجارة او البلاط بعد ذلك علي طبقة رقيقة من الرمل و تثبت الفواصل بينها بالاسمنت

4. طرق ومشايات الخرسانة او الاسمنت:

تستعمل الخرسانة و الاسمنت في إنشاء الطرق والمشايات لأنها صلبة قوية وتبقي لمدة طويلة كما انها اقل تكلفة من المواد الاخري و تنشأ بخلط الاسمنت و الرمل و الزلط بنسب 1 : 4 : 6 او 1 : 3 : 5 او 1 : 3 : 5 علي التوالي وتفرش مباشرة بعد المزج الجيد تكبس وتسوي وتترك بضعة ايام لتجف مع ترطيبها بالماء من آن لأخر.

تنشأ طرق الاسمنت بعمل دكة صلبة من كسر الحجارة او الزلط تكبس جيدا ثم تفرش فوقها طبقة من الاسمنت بسمك 10-15 سم تسوي وتترك حتي تجف . قد يضاف اليها، بعض الالوان لتكسبها لوناً غير اللون الرمادي، وقد يلصق بطبقة الاسمنت وهى لازالت رطبة (طرية ) الزلط الملون بنظام زخرفى كما فى بعض الطرق فى حديقة الحيوان بالجيزة لكن هذه الطريقة تحتاج الى عمال مهرة متخصصين وتكلف كثيرا - فضلا عن احتياجها لوقت طويل فى تنفيذها وصيانة كثيرة فيما بعد.

قد تستعمل مادة الاسفلت لتغطية طرق ومشايات الحدائق ولكن لا ينصح بهذا لان لونه الاسود غير مقبول ولانه يلين عند اشتداد الحرارة ويصبح غير مريح فى السير والاستعمال ناهيك عن فقده لدرجة تسطحه واستواءه.

5. طرق ومشايات الطوب الاحمر او القرميد:

وينشأ بتفريغ جزء من الطريق وعمل دكه صلبة تفرش فوقها طبقة من الرمل ثم يرص عليها قوالب الطوب من النوع صغير الحجم شريطة ان يكون محروق جيدا وخشن الملمس حتى يتحمل الظروف الجوية ولسهولة المشى علية، قد يساعد تثبيته وضع قليل من المونه - مونة الاسمنت اسفل القوالب وفى الفراغات الموجودة فيما بينها ويمكن استعمال طوب القرميد بالوانه الزاهية الجميلة بدلا من الطوب الاحمر.

6. الطرق والمشايات المركبة:

وفيها تستعمل مادتين او اكثر من المواد سالفة الذكر فقد ترص الحجارة او البلاط او الطوب ويرص الزلط حولها بطريقة منتظمة او غير منتظمة وكما ذكرنا من قبل يمكن استعمال الحشائش مع الحجاره او البلاط او القطع الخشبية.

ملحوظة هامة
يراعى فى انشاء الطرق ايا كان نوعها ان تكون مرتفعة قليلا من الوسط ومنحدرة قليلا على الجانبين ليسهل تنظيفها ولعدم توقف مياه الرى او الامطار فوقها

كما يجب تحديد الطرق والمشايات لحماية جوانبها من التهدر والانهيار باستخدام البودرة العادية او الملونة او باستخدام قوالب الطوب الذى يرص على سفيه طولياً ويثبت بمونة الاسمنت ثم يطلى باللون المرغوب او يترك بدون طلاء.

2- المداخل الرئيسية


مدخل حديقة

لأن المدخل هو أول ما يقع عليه النظر في الحديقة، لذا يجب أن يصمم وينسق ليكون وقعه حسناً وقوياً، فنختار البوابة لتكوون جميلة الشكل جذابة متينة الصنع ذات وقار وفخامة إذا كانت كبيرة الحجم للحدائق الكبيرة ( كبوابة البرنسات المقامة ناحية الدقي بحديقة الأورمان بالجيزة ) - كما يراعى أن تكون بسيطة التصميم متناسقة وملائمة لطراز المنزل، إذا كانت الحديقة صغيرة لا مانع من أن تقام على جانبي المدخل أعمدة مرتفعة عليها تماثيل أو فازات أو أقواس تنمو عليها المتسلقات.
ويجب أن تتناسب أبعاد مدخل الحديقة مع مساحتها وعرض الطريق والغرض من استخدامها.

3- الأسوار

سور حديقة

تقام بهدف التحديد وتقسيم المساحات وللتجميل، كما تقام كجدران حافظة أو مدعمة، وتقام عادة من الحجارة أو الطوب أو الخرسانة بحيث تكون تحت مستوى النظر حتى لا تؤثر على وحدة وترابط الحديقة، لكنها أحياناً تكون أعلى من مستوى النظر عند الرغبة في عزل جزء ما أو حجب منظر غير مرغوب، أما سمك السور فإنه في العادة يكون ثلث الإرتفاع، وقد يكون السور نباتي، وعندئذ يمكن قصه وتشكيله والتحكم في ارتفاعه وسمكه حسب الرغبة ( خاصة في الحدائق الهندسية ) أما في الحدائق الطبيعية فتترك نباتات الأسوار لتنمو على طبيعتها وبشكل متداخل بينها.

4- السلالم

وتقام للربط بين مكانين مختلفين في المستوى على ممر أو ممشى ويمكن تجميلها بزراعة النباتات أو بوضع أوعية بها نباتات.

سلالم منزلية

وتنشأ السلالم من الخرسانة أو الرخام أو الحجر الجيري أو الخشب أو أية مواد أخرى مستحدثة تصلح لذلك، وتاذخ الدرجات أشكالاً مختلفة من المستطيلة حتى المستديرة طبقاً لظروف المكان وإمكانيات المالك ونوع التصميم، وتكون السلالم مريحة عندما تكون النسبة بين عرض درجة السلم وارتفاعها ملائمة لخطوة الإنسان والتي تتراوح ما بين 60 : 65 سم، وهناك معادلة خاصة لذلك هي:
عرض درجة السلم + ( 2 × ارتفاع درجة السلم ) = 64 سم
فتكون درجة السلم + ( 2 × 12 ) = 64 سم
أو 38 +( 2 × 13 ) = 64 سم، وهكذا.

5- المقاعد

وهي أحد العناصر الهامة والضرورية وهي تصنع شكلها ومظرها على جمال ورونق الحديقة، وهي تصنع إما من الخراسانة أو البلاستيك أو الخشب الطبيعي أو المصنع أو م الموازيكو وما شابه ذلك.
 
مقاعد

يشترط فيها المتانة والقدرة على البقاء لفترة طويلة وأن تكون المقاييس المناسبة حتى تؤدي الغرض المطلوب، وطبقاً لأبعاد جسم الإنسان، يكون عرض المقعد المريح 45 : 50 سم وارتفاعه عن الأرض 40 سم، ويتم تركيب المقاعد إما على جوانب الطرق والمشايات أو تحت البرجولات المسقوفة، كما يمكن تثبيتها أسفل الأشجار كبيرة الحجم لتوفير الظل.

6- التماثيل

بجانب الناحية الفنية الوجمالية التي تعطيها التماثيل للحديقة، فهي تعطي قيمة تاريخية للمكان، خاصة إذا كانت لعظماء أو قادة سجل التاريخ دورهم في تحرير أو تنمية المكان الذي ستقام فيه الحديقة.

تمثال

ويجب وضع التمثال في مكان مرموق بالحديقة موجهاً للضوء ليصبح نقطة قوية تجذب إنتباه الجمهور وأن يكون على قاعدة بارتفاع مناسب ومن مواد بناء وذات لون مناسب يتماشى مع المنظر الخلفي وطبيعة النباتات المنزرعة فيه.

وبخلاف التماثيل، فهناك أعمال فنية أخرى يمكن استخدامها في التنسيق كالفازات المزخرفة ذات الأشكال والتراكيب المميزةوالمزاول المبنية أو المصنوعة من الخشب أو ساعات الزهور التي تضفي جمالاً إلى جمال الحديقة بجانب دورها في معرفة الوقت.

7- البرجولات

برجولة

وتعتبر من أهم وأجمل الوجوه الفنية في الحدائق، حيث تقام في الأماكن المشمسة أو في أركان الحديقة لتوفر الظل والعزلة والراحة، وتقام عادة من الخشب أو فروع الأشجار ، وأجملها التي تصنع قواعدها وأعمدتها من الطوب الأحمر أو الأبيض ( القرميد ) أو الرخام ثم تزرع عليها النباتات المتسلقة المزهرة وبجوارها الأسيجة المقصوصة وأواني الزهور لتكملة التنسيق.

8- النافورات والفساقي

يلعب الماء دوراً كبيراً في تنسيق الحدائق، حيث يستخدم كبركة مائية أو مجرى مائي أو حمام سباحة أو نافورة أو فسقية.

نافورة

والنافورات من عناصر الجذب في الحدائق بما تضفيه من سحر وجمال، بجانب تلطيفها للجور ( خاصة في البلاد الحارة )، وتختلف اشكالها وأحجامها والمواد المصنوعة منها باختلاف نوع التنسيق وقدرة المالك وظروف المكان، المهم ضبط المسافة بين خط أو نقطة خروج الماء وحافة الحوض حتى لا يسكب الماء خارجاً، بالإضافة إلى عمل حجرة صغيرة للمضخة والتوصيلات الكهربائية لحمايتها من عبث الرواد ( خاصة الأطفال ) واختيار الصمام المناسب الذي سيخرج منه الماء.
أما الفساقي فتصمم بأشكال منتظمة تتمشى مع طراز الحديقة ومساحتها، وتكون الفسقية مستطيلة أو مربعة أو مسدسة أو مثمنة أو دائرية أو بيضاوية أو قلبية أو كلوية، وغير ذلك من الأشكال، وقد تشتمل على مستويات مختلفة ( أدوار )، وأنسب طول للفسقية يجب ألا يزيد عن 0.1 من طول المحور للحديقة عمقها عن 40 : 50 سم ولا يقل قطرها عن 180 سم.