الحدائق المائية
استعملت المياه كعنصر أساسي في التنسيق منذ القدم ( في الحدائق الفرعونية ) ولا زالت تستخدم حتى الآن لما لها من جمال ومتعة، فهي تتلألأ تحت اشعة الشمس وتعكس جمال الفضاء واتساعه في وجود الضوء وفي الظل أيضاً - كما تعكس صورة الأشجار والأحجار والنباتات القريبة على صفحتها فتثير الاهتمام وتلفت النظر، وفيها تزرع العديد من النباتات المائية الجميلة التي لا يمكن زراعتها في مكان آخر.المياه محببة إلى النفس خاصة في الأجواء الحارة الجافة، حيث تلطف الجو وتبعث في النفس البشرية
الشعور بالحياة والوجود .. ولم لا ؟ وقد قال المولى عز وجل في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم " وجعلنا من الماء كل شيء حي ، أفلا يؤمنون " صدق الله العظيم - الآية 30 من سورة الأنبياء ، ويقول الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم " والله خلق كل دابة من ماء " صدق الله العظيم - الآية 45 من سورة النور
لذا تستخدم المياه في الحديقة كلها أو في جزء منها، كما تستعمل في الفساقي والنافورات وعمل الشلالات كعنصر جذاب قوي في الحدائق الهندسية والطبيعية الطراز على حد سواء.
الشروط الواجب مراعاتها عند إنشاء الحدائق المائية
- اختيار أكثر المناطق انخفاضاً في الحديقة كمكان للمسطح المائي، ولا يجوز أن تقام فوق مرتفع بالحديقة ( لكن يمكن وضه نافورة ).
- يجب أن يكون المكان معرض تماماً للشمس ( مشكوف ) - كما يجب ألا تقام في مكان تتساقط فيه أوراق الشجر بكثرة لأن ذلك يحتاج إلى مجهود كبير لتنظيفها، ولو تركت فإن المياه قد تتعفن وتصبح ضارة ومنفرة.
- تصمم الحديقة المائية بما يتناسب مع تصميم الحديقة الأصلية ( إما طبيعية أو هندسية ) كما يجب أن تتناسب معها في المساحة.
- تصمم الحدائق المائية الطبيعية بأشكال غير هندسية وغير منتظمة، حيث تتسع أجزاء وتضيق في أخرى بشرط مراعاة البساطة في ذلك - وقد تقام نماذج صغيرة منها في الحدائق المنزلية المتوسطة وصغيرة المساحة.
- في الحدائق المائية الكبيرة قد تقام بعض الجزر الطبيعية الشكل والحواق لتجعلها أكثر جمالاً، وقد تتصل بشلال ماء يزيدها جمالاً على جمالها، ويقوم الشلال في نفس الوقت بتجديد مياهها أولاً بأول، وقد تستعمل لذلك مضخة ماصة كابسة لسحب المياه ورفعها ثانية مما يوفر الكثير من تكاليف المياه إذن تستعمل عندئذ كمية محدودة منها.
- ينصح عند تصميم الحديقة المائية بإخفاء جزء منها عن الناظر لتثير فيه حب الاستطلاع والمفاجأة والتنوع، وهي جميعاً من المعاني التي يمتاز بها التصميم الطبيعي وترتاح إليه النفس الإنسانية.
- يفضل أن تخفي حواف الحديقة المائية بالنباتات، خاصة التي تتدلى افرعها لتعكس صورتها على سطح الماء مثل الصفصاف والتاكسوديم والفلفل ذو الورق الرفيع - كما يمكن زراعة البردي أو الإيرس البري على حوافها، وقد يقام عليها كوبري أو أكثر.
- يجب ألا يقل عمق الحديقة المائية الطبيعية ( البِركة ) والفساقي الهندسية عن 40 : 60 سم.
- يستعمل الرخام أو القيشاني أو الموزايك بالألوان البيضاء والزرقاء والخضراء في تبطين قاع وجوانب الفساقي الهندسية - بينما تستعمل الخرسانة العادية أو المسلحة في إقامة جوانب وقاع البرك الطبيعية بسمك 20 سم ( أو لا تستعمل ) مع السماح بميل بسيط نحو البالوعة لتسهيل نظافة القاع، وعادة تقام فواصل أقل ارتفاعاً من الجوانب وعلى بعد 50 سم منها، توضع بها كمية من الطمي لتزرع بها النباتات النصف مائية، ويراعى عند حفر البرك الطبيعية أن تكون الجوانب مائلة ( بميول ) دون أن يسمح بانهيار أجزاء منها وذلك بتبطينها بالطين الثقيل أو الخرسانة العادية أو تثبيت قطع من الحجارة غير منتظمة الشكل تمنع احتمال الانهيار، كما وقد تزرع بينها النباتات ( أي بين الحجارة ).
- يمكن رصف ( تبليط ) إطار حول المسطح المائي خاصة الفساقي الهندسية أو يقام إطار من المسطح الأخضر، كما وقد يضاء ليلاً بالأضواء مختلفة الألوان.
- يجب أن يؤخذ في الاعتبار العمل على تجديد ماء البركة أو الفسقية، وكذلك تربية سمك الجمبوزيا الذي يتغذى على يرقات الناموس، على أن تزرع معه بعض النباتات الغاطسة التي تولد الأوكسجين مثل نبات الألوديا.
- قد تزرع النباتات المائية في قاع البركة الطيني - أو تزرع في براميل أو أصص وتثبت في القاع - بينما تزرع النباتات النصف المائية ( مثل الكنا والكلا والهيديكيوم ) على الحواف الخارجية لحوض الماء.
- تعتبر النافورات من المنشآت الهامة بالحديقة - وقد تكون على هيئة تماثيل أو مواسير فتحاتها مزخرفة وتقذف الماء بطرق مختلفة، ويستعمل لذلك موتور لمد النافورة بالمياه التي يسحبها الفسقية.